22 مايو 2009

اللهم إني أبرأ إليك مما صنعت حماس في غزة..!!



23 يناير 2008

أعلم أني أسير في أرض ملغومة إن خالفت ما يتم التعبير عنه بأنه الرأي العام ووجهة النظر الإسلامية في أي قضية، لكن مأساة أهلنا في غزة تمنعني السكوت وطلب السلامة "بطمطمة" الأمور وإسقاط أخطائنا دوما على العدو "الملعون"!!

نشرت مقالا في بداية المواجهات الدامية بين حركتي فتح وحماس قبل عدة أشهر بعنوان: (حماس بين الخفاش الأسود والواقع)، أشرت فيه إلى أن على حركة حماس أن تتعلم الإنحناء للعاصفة أحيانا، وأن سبل السياسة الشرعية تقتضي في بعض الأحوال من التنازل ما يظن معه البعض أننا "نعطي الدنية في ديننا" إلا أن الهدف الأسمى والمصلحة الأعلى تستلزم هذا.

كما أؤكد كذلك على أن صلاح النيات ليس "فيتو" يمنعنا أن نقول للمخطئ أخطأت! وأنه من ليس أهلا لمجالٍ ومن أهله؛ فلا أهلاً به وليرحل عن سهله (يا أبا ذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها).

ما الذي استفادت حماس من "حماسها"؟ وماذا جنت من عنادها؟ ماهي المصالح التي حققتها في تمسكها بمناصبها وكراسيها؟!

فضحت عملاء إسرائيل؟! ما شاء الله على هذا الاكتشاف الجديد!

أحرجت الحكومات الغربية التي تتشدق بالديموقراطية؟! يبدو أننا من شدة حرجهم نكاد أن لا نراهم مرة أخرى!

بقت وعندت ورفضت التنازل لمصلحة ناخبيها؟! الذي نراه أنه لم يرتفع دخل فرد ناخبيها بل ساء! ازداد الفقر، وانتشر المرض، ونفدت المؤن وتضاعف عدد القتلى .. أعني "الشهداء"!!

وللأسف أجدني مضطرا بأن لا أسمح لأحد بأن يظن أني أبرأ الصهاينة أو أن الحكومات العربية أدت ما عليها أو أن "عصابة" فتح هم من الذين هاجروا وأنفقوا من قبل الفتح! لا أبدا، لكن في نظري أن "حماس" هي التي صعدت الموقف إلى هذه المأساة، وأنه كان بإمكانها تجنيب غزة الكارثة لو أنها تعاملت مع الأمر بسياسة لا بشراسة! (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله! وكيف يلعن الرجل والديه؟! قال: يسب الرجلُ أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)

وإلى متى تكون الدماء المحرمة والأنفس المعصومة أمرا هينا عند بعض الحركات الإسلامية؟؟!! فهل تعريض طفل واحد للموت نتيجة نقص الدواء أهون عند حماس من تنازلها عن كبريائها بأنها أُسقطت في إنقلاب عسكري آثم؟!!

وهل توقعت حماس أن مجلس الأمن سيدين الرئاسة الفلسطينية لإقالتها الحكومة المنتخبة؟ أم ظنت أن إسرائيل ستقول لعباس: لا يا أبو مازن كل شي إلا الانتخابات، الديموقراطية ديموقراطية والصداقة صداقة؟! أم أن المؤسسة العسكرية الإسرئيلية سوف تعمم منشور سري يلزم أفرادها بأن (طولوا بالكم يا جماعة شوي على أهل القطاع، ما يكفي إنهم انقلبوا عليهم!).

ولمّا تسب "حماس" كل الحكومات العربية قبل يومين، وعلى رأسهم السعودية التي آوتها أعوام، ولم تجعل لها صديق أو حليف واحد في المنطقة، ثم توغل في عنادها وتقتل آهالي غزة "بتهورها" ولا تستغفر لذلك، بل يأتي رئيسها "السياسي" "ليشعل" حماس الجماهير ويقول إن الله "لن يغفر" لمن يخذلهم ولا ينصرهم!! يعني لا سياسة وأيضاً تألي على الله؟؟!!

وأين "حماس" ومن تحمس لها في سبها لمن أحرجت من الحكومات الداعمة لها، قبل زمن توجهها لإيران، من قول الله عز وجل: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاق)؟! ومن لديه قليل من العلم والسياسة يعلم أن أحلاف العدو داخلين في ميثاق صلح المسلمين مع عدوهم، وإن نأت طائفة من المسلمين عن جماعة المسلمين ولم تنضم إليهم في ميثاقهم فقد قطعت حبال الولاية وسدت سبل النصرة!! كما يجدر التنبيه على أن ليس كل جهد وتحرك لنصرة إخواننا يجب أن يعلن في برلمان الشام وينقل على الهواء مباشرة على الفضائية السورية! بل ربّ مكالمة هاتفية سرية على أعلى المستويات السياسية تمد غزة بوقود للكهرباء والتدفئة بعد أن تسببت "حماس" في قطعه عنها..!!

اللهم إني أبرأ إليك مما صنعت حماس في غزة، اللهم إني أبرأ إليك مما صنعت حماس في غزة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق