26 يناير 2012

حتى أنت يا شكسبير..!!



حتى أنت يا شكسبير..!!

على هامش قضية الشيخ عائض القرني والأستاذة سلوى العضيدان


     ذكرني حكم وزارة الثقافة والإعلام السعودية، ممثلة بلجنة حقوق المؤلف، بثبوت سرقة الشيخ الدكتور عائض القرني من كتاب الأستاذة سلوى العضيدان بالشك في أن شكسبير، بكبره، ليس إلا منتحلا جهد غيره! ويبدو أن عام ٢٠١١ لم يكن فقط عاما سقطت فيه رؤوس سياسية، بل شملت بركاته المشايخ والأدباء والمثقفين كذلك؛ ففي أواخر عام ٢٠١١ أثار فيلم سينمائي من جديد قضية أن ويليام بن شكسبير، ما غيره، مجرد خدعة كبيرة! وتناولت وسائل الإعلام العالمية، مثل الجارديان والتلغراف والتايم ووسائل أخرى، طرح الفيلم بجدية وأعادت طرح النقاش حول شكسبير بنقد أكبر.

     الطرح المُشكك في حقيقة انتاج شكسبير لهذا الإرث الأدبي يزعم أن شكسبير مجرد محتال آخر، ويستند في ادعائه على عدة محاور وثغرات في سيرة شكسبير، ويقدم المشككون تساؤلات وجيهة ومثيرة في آن معا، منها:

‌أ.        لم يقدم شكسبير نفسه خلال حياته على أنه أديب، كما لم يعرفه أحد أثنائها بهذه الصفة كذلك! وأول ظهور لشخصيته الأدبية كان عام ١٦٢٣ ، أي بعد وفاته ب٧ سنوات!
‌ب.    لم يُعثر ولا توجد أي مخطوطة أدبية بيد شكسبير؛ لا مسرحية، لا قصيدة، ولا حتى رسالة! بل لا يوجد أحد ثبتت مقابلته للأديب شكسبير في لندن أثناء مدة اقامته فيها كشاعر وفنان!
‌ج.    حسب سيرة شكسبير فقد ولد عام 1564 في مدينة سترتفورد وعاش فيها لمدة تزيد عن 26 سنة، تزوج خلالها وأنجب ثلاث أبناء، لكن سيرته تحصر انتاجه الأدبي بعد ذلك في فترة عيشه "وحيدا" في لندن!
‌د.      تزعم سيرة شكسبير أنه تقاعد من عمله الفني في لندن وعاد لمدينته سترتفورد في سن الثامنة والأربعين، الغريب أنه لم يقدم أي انتاج أدبي هناك كذلك!
‌ه.      الثابت أن شكسبير، ابن المزارع البسيط والتعليم العام المحدود، ليس بالأرستقراطي ولم يخالط أحدا من أبناء هذه الطبقة؛ فأنّى له هذه المعرفة الغزيرة بحياتهم وثقافتهم في مسرحياته؟ وكيف تسنى لابن الريف التعرف على المدن الأوربية والثقافات الأخرى مما سمح له تصويرها بشكل دقيق في أدبه؟
‌و.     الكتابة الوحيدة التي عثرت بخط اليد ويعتقد أنها لشكسبير كانت عبارة عن "توقيع" في دفتر للنزلاء في إحدى فنادق لندن، في الفترة الي أقامها فيها، وكانت بخط رديء يكشف تعثر صاحبه في تهجئة اسمه بشكل صحيح!
‌ز.      لا شك أن أعظم الأدب يكون نتاجا للتجربة الإنسانية ومعاناة الأديب؛ فلماذا لم يكتب شكسبير، ولو بيتا واحدا، عن وفاة طفله وهو في عمر الحادية عشر!
‌ح.    الانتاج الفني للأديب من أهم إرثه المادي والمعنوي، لكن شكسبير لم يتطرق لأدبه البتة في وصيته، لكنه في المقابل نص في وصيته على أن يكون السرير، وهو ثاني أفضل سرير لديه، من نصيب زوجته!

     وبعد هذه الثغرات، وغيرها، نجد أنفسنا أما سؤال جاد مفاده: (من هو المؤلف الحقيقي لكل هذه القصائد والمسرحيات والأدب العميق؟)، تدور التكهنات حول شخصيتين عاصرتا شكسبير، وهما؛ الشاعر كرستفور مارلو أو النبيل إدوارد دي فيري، وتعتمد هذه التكهنات على عدة تحاليل، إلا أنني أظن أنه لا أحد أقدر من لجنة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام السعودية على كشف الحقيقة للجمهور العالمي هذه المرة!.

     نعم، شكوك كثيرة طرحت حول شكسبير هل هو قلم مستعار أم مجرد سارق؛ لكن فحوى كلام الدكتور عائض القرني، في رسالته الأخيرة للأستاذة العضيدان بعد ثبوت السرقة، تقول (وماذا إذا؟! فحتى ابن تيمية نسب لنفسه ما ليس له..!!)

ودمتم سالمين،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق